Friday, November 29, 2013

الكتاب: الأمير



تأليف: نيقولو مكيافلي
ترجمة : خيري حماد


- بنيتو موسوليني

* وذلك الكتاب الذي أود أن أطلق عليه "ملازم رجل الحكم"
* ... السياسة هي فن حكم البشر
* البشر عند مكيافللي، خبثاء
* وفيما يخص الأنانية: أعثر بين "الأوراق المكيافيللية" على ما يلي: " ان الناس يحزنون لانتزاع ملكية منهم، حزنا" يفوق حزنهم على موت أب أو أخ، لأن الموت ينسى أحيانا"، أما الثروة فلا تنسى أبدا"
* هل تتصورون حربا" أعلنت بالرجوع الى الشعب؟ ان الاستفتاء يسير سيرا" حسنا" جدا" "عندما يكون بصدد اختيار أنسب مكان لوضع نافورة القرية، ولكن عندما توضع المصالح العليا للشعب في الميزان تتقي جيدا" الحكومات البيروقراطية أنفسها من أن ترجعها الى حكم الشعب نفسه".
* ولذلك حدث أن انتصر جميع الأنبياء غير العزل، وهلك الأنبياء العزل. لأن طبيعة البشر متقلبة، ومن السهل أن نستميلهم الى أمر من الأمور، ولكن من الصعب أن نبقي على ايمانهم هذا. ومن هنا وجب تنسيق الأمور بحيث يمكننا استخدام القوة لنكرههم على الايمان بما ارتدوا عنه.

- مقدمة الأمير (كريستيان غاوس ، عميد جامعة برنستون الأميركية)

* ... فقد اختاره موسوليني، في أيام تلمذته، موضوعا" لأطروحته التي قدمها للدكتوراة. وكان هتلر يضع هذا الكتاب على مقربة من سريره، فيقرأ فيه كل ليلة قبل أن ينام، ولا يدهشنا قول ماكس ليرنر في مقدمته لكتاب "أحاديث"، ان لينين وستالين أيضا"، قد تتلمذا على مكيافللي.
* وليس الأمم المتحدة الا محاولة تنطوي على العزم والتصميم لخلق "دولة فوق الدول"...
* ومنذ خمسين عاما" بدأنا نطلق على مكيافللي اسم مؤسس علم السياسة الحديث.
* ولد مكيافللي في فلورنسا عام 1469
* واعتزم مكيافللي، اهداء كتابه هذا، الى أحد أفراد أسرة مديشي، آملا" بذلك أن يدعوه المديشيون للعودة الى الخدمة العامة، والجاه والمنصب.
* ولا يهتم مكيافللي بتثقيف المواطنين، اذ انه يعتبرهم جامدين هامدين.

- الأمير

من نيقولو مكيافللي الى لورنزو اللعظيم

1. أنواع الحكومات المختلفة والطريقة التي أنشئت بها
* لا تخرج جميع الحكومات والممالك، التي حكمت الجنس البشري في الماضي أو التي تتولى حكمه الآن، عن أن تكون في أحد شكلين، اما الشكل الجمهوري أو الشكل الملكي.


2. الملكيات الوراثية
3. الملكيات المختطلة
* ... أن الحاكم اذا أعاد احتلال مقاطعة ثارت عليه، فانه لا يضيعها هذه المرة بسهولة، لأنه، وقد جابهته حقيقة الثورة، أضحى أقل عداء للاحتفاظ بمركزه عن طريق معاقبة المذنبين، والكشف عن المشبوهين، وتقوية نفسه في مراكز الضعف.
* وعلى كل من يضع يده على مثل هذه الممتلكات ويود الاحتفاظ بها، أن يجعل نصب عينيه دائما أمرين في منتهى الأهمية، أولهما ابادة الاسرة الحاكمة السابقة وثانيهما عدم احداث تبدل جوهري في قوانين هذه الممتلكات وضرائبها، وبهذه الطريقة يمكن للبلدين أن يتحدا في وقت قصير جدا"، وأن يؤلفا دولة واحدة.
* ووجود المحتل في المنطقة يمكنه من رؤية الاضطرابات عند وقوعها ومعالجتها فورا".+
* ولا ريب في أن العلاج الأفضل، هو اقامة مستعمرات تقيم فيها جاليات في مكان أو مكانين استراتيجيين، اذ ان من الضروري، اما تنفيذ هذه الخطة أو الاحتفاظ بقوات عسكرية كبيرة في البلاد المحتلة. ولا تكلف هذه المستعمرات الامير شيئا الا النزر اليسير، ففي وسعه أن يرسل الجاليات وأن يقيم أودها في المراحل الاولى بتكاليف طفيفة جدا، وفي عمله هذا لن يسيء الا الى اولئك الذين تؤخذ منهم أراضيهم وبيوتهم، ليقيم فيها السكان الجدد، وهم لا يؤلفون الا نسبة ضئيلة من السكان الجدد، وهم لا يؤلفون الا نسبة ضئيلة من سكان البلاد المحتلة،وهم بعد فقدهم لاراضيهم، اضحوا فقراء مشردين في كل مكان، ليس في وسعهم الحاق الاذى بالامير، بينما بقية السكان، لم يصابوا من الناحية الاخرى بسوء، فيحافظوا على هدوئهم بسهولة مخافة الاساءة الى الحاكم مما يعرضهم لمعاملة تشبه تلك التي لحقت بمن فقدوا اراضيهم.
* ويجب ان نلاحظ ان علينا اما ان نعطف على الناس، او نقضي عليهم، اذ ان في وسعهم الثار لها. ولذا ان اردنا الاساءة لانسان فيجب ان تكون هذه الاساءة على درجة بالغة لا نضطر بعدها الى التخوف من انتقامه.
* وعلى حاكم المقاطعة الاجنبية المحتلة، كما شرحت، ان يقيم من نفسه زعيما لجيرانه الضعفاء، وحاميا لهم، وان يحاول اضعاف الاقوياء منهم، وان يعنى بحمايتهم من غزو حاكم اجنبي اخر، لا يقل عنه قوة وشأوا".
* على الانسان ان لا يسمح بقيام اضطراب او فوضى رغبة منه تجنب الحرب، اذ ان سماحه لا يجنبه الحرب، وانما يؤجلها لمصلحة خصومه.
* ومن هنا نستخلص قاعدة عامة، يندر أن تخطىء، وهي ان من يسع الى تقوية غيره يحكم على نفسه بالخراب والدمار.

4- الأسباب التي حالت دون ثورة مملكة داريوس (دارا) التي احتلها الاسكندر ضد خلفائه بعد موته

5- حكم المدن او الممالك التي كانت قبل احتلالها تعيش في ظل قوانينها الخاصة
* ان المدينة التي الفت الحرية، لا تذعن بسهولة الا الى ابنائها ومواطنيها، وهذا هو السبيل الصحيح للاحتفاظ بها.
* وكل من يسيطر على مدينة حرة لا يقوم بتهديمها، يتعرض هو للدمار منها، لأنها ستجد دائما الحافز على العصيان باسم الحرية وباسم اعرافها القديمة التي لا يسدل الزمن عليها ستار النسيان، ولا تلحق بها المنافع الجديدة الاهمال والتغاضي. ومهما عمل الحاكم الجديد، فانه لن يستطيع ان ينسي اهلها اسم مدينتهم او اعرافها، الا اذا مزقهم شر ممزق. وفرقهم في كل صقيع.
* اما اذا كانت المدن أو المقاطعات معتادة على حياة الخنوع في الفوا الطاعة،والذين افتقدوا أميرهم السابق، فان أهلها الذين الفوا الطاعة ، والذين افتقدوا اميرهم السابق، اعجز من ان يتفقوا على اختيار امير جديد من بين صفوفهم، يضاف الى هذا انهم لا يعرفون العيش تحت راية الحرية، ولذا فهم بطيئون في العصيان.
* اما الجمهوريات فتتميز بالحيوية العظيمة، والكراهية البالغة، والرغبة العنيفة في الثأر، وليس باستطاعة أهلها، أن يطرحوا جانبا" ذكرى حريتهم المجيدة السابقة، ولذا فان أضمن سبيل هو اما تدميرها تماما"، أو الاقامة فيها.

6- الممالك المحتلة حديثا" بقوة السلاح الخاص، وبالقدرة والكفاءة

* وهكذا كان من الضروري أن يجد موسى شعب اسرائيل عبيدا" في مصر يضطهدم المصريون، لتكون لديهم الرغبة في اتباعه للنجاة من العبودية.
* ومثل هؤلاء من الذين ينتقلون الى مرتبة الامارة عن طريق مراس كفاءاتهم، ويحصلون على ممالكهم بصعوبة بالغة، ولكنهم يحتفظون بها بسهولة...
* وهكذا أثبتت الأيام أن الانبياء المسلحين قد احتلوا وانتصروا بينما فشل الانبياء غير المسلحين.

7- الممالك التي يتم احتلالها بمساعدة الآخرين أو بمساعدة الحظ
*والدول التي تشاد بسرعة، شانها في ذلك شان جميع الامور ذات البدايات السريعة، والنمو المتعجل، لا تستطيع ان تكون جذورا عميقة لها، ولا تفرعات واسعة، ولذا فانها تتعرض للهدم عند هبوب اول عاصفة، الا اذا كان الرجل الذي اصبح اميرا بهذه الطريقة، كما قلت، عبقريا عظيما"...

8- اولئك الذين يصلون الى الامارة عن طريق النذالة
*ومن الواجب اقتراف الاساءات مرة واحدة وبصورة جماعية، وهذا يفقدها مزية انتشار التأثير، وبالتالي لا تترك أثرا" سيئا" كبيرا". أما المنافع فيجب أن تمنح قطرة فقطرة، حتى يشعر الشعب بمذاقها ويلتذ بها.

9- الامارات المدنية
* ويلقى الامير الذي يصل الى منصبه بمساعدة النبلاء مصاعب أكبر في الحفاظ على سلطته، من ذلك الذي يرفعه الشعب اليها. اذ ان الأول يحاط بزمرة من النبلاء الذين يعتبرون أنفسهم أندادا له، فيعجز بذلك عن تسيير دفة الامة والحكم وفقا" لما يشتهي ويهوى. أما الذي يرفعه الشعب الى الزعامة، فيجد نفسه وحيدا" دون منافس، ولا يرى من يعارض الا النزر اليسير.

10- كيف تقاس قوة جميع الدول

11- الامارات الكنسية

12- الاشكال المختلفة للمتطوعة وجنود المرتزقة
* ... ان القوات المسلحة التي يعتمد عليها الأمير في الدفاع عن ممتلكاته، اما أن تكون خاصة به أو مرتزقة، أو رديفا" أو مزيجا". والمرتزقة والرديف قوات غير مجدية، بل ينطوي وجودها على الخطورة. واذا اعتمد عليها أحد الأمراء في دعم دولته، فلن يشعر قط بالاستقرار أو الطمانينة، لان هذه القوات كثيرا ما تكون مجزأة أما الاصدقاء، وتتصف بالجبن أما الأعداء. لا تخاف الله، ولا ترعى الذمم مع الناس... ولعل العامل في هذا، هو افتقار المرتزقة الى الولاء، او الى اي حافز آخر من الحب يحملهم على الصمود في ميدان القتال، باستثناء الراتب الطفيف الذي يتقاضونه، هو اقل شأنا من ان يحملهم على التضحية بارواحهم في سبيلك. وهم على استعداد تام ليكونوا جنودا لك، طالما انك لا تثير حربا" أو تشترك في حرب، أما اذا جاء القتال فانهم اما أن يعمدوا الى الهرب أو الى رفض القتال كلية.

13- القوات الاضافية والمختلطة والأصلية
* عندما يطلب انسان الى جاره القوي، أن يأتي لمساعدته والدفاع عنه بقواته العسكرية، فان هذه القوات تسمى "اضافية"، وهي تشبه في عدم جدواها، قوات المرتزقة.
* ويتجنب الأمير العاقل مثل هذه القوات، ويعتمد فقط على قواته الخاصة، وهو يفضل أن يخسر المعارك بقواته على أن يكسبها بقوات سواه. واثقا" من أن النصر الذي يتحقق بفضل القوات الأجنبية لا يمكن أن يعتبر نصرا".

14- واجبات الأمير تجاه التطوعة
* وكثيرا" ما يرى الانسان، أن الامير، الذي يفكر بالترف أو الرخاء، أكثر من تفكيره بالسلاح، كثيرا" ما يفقد امارته.

15- الأمور التي يستحق عليها الرجال، ولا سيما الأمراء، المديح أو اللوم
* ولا ريب في ان الانسان الذي يريد امتهان الطيبة والخير في كل شيء، يصاب بالحزن والأسى، عندما يرى نفسه محاطا" بهذا العدد الكبير من الناس الذين لا خير فيهم. ولذا من الضروري لكل أمير يرغب في الحفاظ على نفسه أن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير، وأن يستخدم هذه المعرفة أو لا يستخدمها، وفقا" لضرورات الحالات التي يواجهها.

16- السخاء والبخل
* ويكون بسخائه قد أضر بالكثيرين في سبيل نفع الأقلية وسيشعر بأول اضطراب مهما ضؤل شأنه، ويتعرض للخطر بعد كل مجازفة. واذا ما أدرك الأمير ذلك، ورغب في تغيير نظام معاملته، تعرض فورا" لتهمة الشح أو البخل.
* وقد رأينا في عصرنا الأعمال العظيمة يحققها أولئك الذين يوصمون بالبخل. أما الآخرون فمصيرهم الى الدمار... وقد قام ملك فرنسا الحالي بشن عدد من الحروب دون ان يفرض على شعبه أية ضرائب استثنائية، لأنه غطى بتقتيره الماضي جميع النفقات الطارئة التي تعرض لها. ولو كان ملك اسبانيا الحالي كريما" سخيا"، لما تمكن من اقحام نفسه في هذا العدد الكبير من المشاريع التي تكللت جميعها بالنجاح.
* على الامير أن يتجنب قبل كل شيء، أن يوصم بالحقارة، أو يتعرض للكراهية، ولا ريب في أن الكرم سيقوده الى احدى هاتين النتيجتين. ولذا فمن الأفضل أن تكون بخيلا"، فهذا يعرضك للتحقير دون الكراهية، على أن تكون مرغما" بدافع الحاجة الى أن تصبح لصا" سلابا"، مما يعرضك للتحقير والكراهية معا".

17- الرأفة والقسوة
* ولذا على الامير أن لا يكترث بوصمه بتهمة القسوة، اذا كان في ذلك ما يؤدي الى وحدة رعاياه وولائهم. ولو سردنا بعض الامثلة لتبين لنا أنه أكثر رأفة من أولئك الذين يفرطون في الرقة، فيسمحون بنشوب الاضطرابات التي ينجم عنها الكثير من سفك الدماء والنهب والسلب.
* فان من الافضل أن يخافوك على أن يحبوك... ولا يتردد الناس في الاساءة الى ذلك الذي يجعل نفسه محبوبا"، بقدر ترددهم في الاساءة الى من يخافونه، اذ ان الحب يرتبط بسلسلة من الالتزام، التي قد تتحطم، بالنظر الى انانية الناس، عندما يخدم تحطيمها مصالحهم، بينما يرتكز الخوف على الخشية من العقاب وهي خشية قلما تمنى بالفشل.

18- كيف يتوجب على الأمير أن يحافظ على عهوده
* ... ان الامراء الذين قاموا بجلائل الاعمال، لم يكونوا كثيري الاهتمام بعهودهم والوفاء بها، وتمكنوا بالمكر والدهاء، من الضحك على عقول الناس وارباكها. وتغلبوا أخيرا" على أقرانهم من الذين جعلوا الاخلاص والوفاء رائدهم.
*... وعلى الحاكم الذكي المتبصر أن لا يحافظ على وعوده عندما يرى أن هذه المحافظة تؤدي الى الاضرار بمصالحه، وأن الأسباب التي حملته على اعطاء هذا الوعد لم تعد قائمة.

19- واجبنا تجنب التعرض للاحتقار والكراهية

20- هل القلاع وغيرها من الاشياء التي يبتكرها الامير نافعة أو مؤذية؟
* أما عندما يحتل الامير دولة جديدة يضيفها الى دولته السابقة، فمن واجبه أن ينزع السلاح من اهل تلك الدولة، باستثناء أولئك الذين وقفوا الى صفه عند احتلالها.
* الأمير الذي احتل حديثا دولة ما عن طريق العون الخفي الذي قدمه له أهلها، بان يدرس بامعان الدوافع التي تحفزهم على ذلك. واذا كانت هذه الدوافع لا تقوم على ما يشعرون به من حب طبيعي له، بل على عدم رضاهم عن شكل الحكم الذي كان قائما" في دولتهم، فانه سيجد مشقة أعظم وصعوبة أبلغ، في الحفاظ على صداقتهم، اذ سيستحيل عليه ارضاؤهم.
* ... ان على الأمير الذي يخشى شعبه اكثر من خشيته للأجانب أن يقيم القلاع، اما الأمير الذي يخشى الاجانب أكثر من شعبه ففي امكانه أن يستغني عنها.

21- كيف يعمل الأمير لاكتساب الشهرة؟
* لا شيء يوصل الأمير الى منزلة التقدير والاجلال، من اقدامه على المشاريع العظيمة، وتقديمه الدليل على قوته.
* ويلقى الامير أيضا بالغ الاحترام، اذا برهن على انه اما ان يكون صديقا مخلصا أو عدوا" لدودا". وهذا يعني أن يعلن بلا تحفظ، عطفه على انسان ما، وعداءه لانسان آخر. ولا ريب في ان هذه السياسة افضل دائما من البقاء على الحياد. فاذا اشتبكت دولتان مجاورتان لك في حرب، فعليك ان تقف منهما ذلك الموقف الذي يؤدي اما الى خوفك من الدولة المنتصرة، او عدم الخوف منها. وفي كلتا هاتين الحالتين يجدر بك أن تعلن عن موقفك بصراحة، وان تخوض الحرب. اذ ان عدم خوضك اياها في الحالة الاولى، يجعلك فريسة سهلة للمنتصر، مما يبعث في نفس المهزوم الرضا والبهجة. ولن تجد سببا" أو مبررا" للدفاع عن موقفك، كما لن تلقى أحدا" يرحب بك اذ ان المنتصر، أيا" كان، لا يرغب في اتخاذ أصدقاء لا يطمئن اليهم، ولا يسارعون الى مساعدته في وقت شدته. أما المهزوم فلن يرحب بك بدوره، لأنك لم تخض المعركة الى جانبه دفاعا" عن قضيته.
* وعلى الامير أن يظهر نفسه دائما" ميالا، الى ذوي الكفاءة والجدارة وأن يفضل المقتدرين، ويكرم النابغين في كل فن وعليه أن يشجع، بالاضافة الى ذلك، مواطنيه على المضي في أعمالهم، سواء في حقول التجارة أو الزراعة أو أية مهنة أخرى يمتهنها الناس. وبهذه الطريقة لا يتوانى الفرد عن تحسين ما يملك مخافة أن يفقده. ولا يتقاعس آخر عن البدء بتجارة خشية الضرائب. وعليه أن يقدم المكافآت لكل من يعمل في هذه الحقول، ولكل من يسعى بمختلف السبل لتحسين مدينته أو دولته. وباللاضافة الى كل ذلك عليه في الفصول المناسبة من السنة، ان يشغل الشعب بالأعياد، ومختلف العروض المسرحية وغيرها.

22- وزراء الأمراء
* ليس اختيار وزراء الأمير، بالمسألة القليلة الاهمية، فهم اما ان يكونوا لائقين، او لا يتفقون مع فطنة الامير وحسن تبصره بالامور. والانطباع الاول الذي يتولد لدى الانسان عن الامير وعن تفكيره، يكون في رؤية اولئك الذين يحيطون به. فعندما يكونون من الاكفاء والمخلصين، يتاكد الانسان من حكمة الامير، لانه استطاع تمييز هذه الكفاءة، والاحتفاظ بهذا الاخلاص. أما اذا كانوا على النقيض من ذلك، ففي وسع الانسان دائما، أن يأخذ فكرة سيئة عن الامير نفسه، اذ ان الخطيئة الاولى التي اقترفها تكون في اساءة اختياره.
* وعلى الامير بدوره، لكي يحتفظ بولاء وزيره واخلاصه، ان يفكر به، وان يغدق عليه المال ومظاهر التكريم، مبديا له العطف، ومانحا" اياه الشرف، وعاهدا" اليه بالمناصب ذات المسؤولية، بحيث تكون هذه الاموال ومظاهر التكريم، المغدقة عليه بالمناصب ذات المسؤولية، بحيث تكون هذه الاموال ومظاهر التكريم، المغدقة عليه كافية، لا تحمله على ان يطمع بثروات أو القاب جديدة، وبحيث تكون المناصب التي يشغلها مهمة الى الحد الذي يخشى منه على ضياعها.

23- كيفية الاعراض عن المنافقين
* وليست هنا من طريقة افضل في وقاية نفسك من النفاق، من ان تجعل الجميع يدركون انهم لن يسيئوا اليك، اذا ما جابهوك بالحقيقة. ولكن عندما يجرؤ كل انسان على مجابهتك بالحقيقة فانك تفقد احترامهم. والامير العاقل هو من يتبع سبيلا ثالثا، فيختار لمجلسه حكماء الرجال، هذه الحرية على المواضيع التي يسألهم عنها، ولا تتعداها. ولكن عليه أن يساهم عن كل شيء وان يستمع الى آرائهم في كل شيء، وان يفكر في الموضوع بعد ذلك بطريقته الخاصة. وعليه أن يتصرف في هذه المجالس، ومع كل من مستشاريه، بشكل يجعله واثقا" من انه كلما تكلم بصراحة واخلاص، كلما كان الامير راضيا عنه. وعليه بعد ذلك ان لا يستمع الى اي انسان، بل يدرس الموضوع بنفسه على ضوء آراء مستشاريه، ويتخذ قراراته التي لا تراجع عنها. أم الامير الذي يسير على طريقة مغايرة، فيتهور متأثرا" بآراء المداهنين والمنافقين، او يبدل قراراته وفقا" للآراء المتعددة التي تطرح عليه، فانه يفقد الاحترام والتقدير.
* ولهذا على الامير أن يقبل النصيحة دائما، ولكن عندما يريد هو، لا عندما يريد الآخرون، بل عليه ان لا يشجع مطلقا" المحاولات لاسداء النصيحة اليه، الا اذا طلبها. ولكن عليه أن يكثر من سؤالها وان يحسن الاصغاء الى الحقائق التي تسرد عليه عندما يسأل عنها. عليه في الحقيقة أن يغضب اذا رأى احد مستشاريه يتردد في قول الحقيقة.

24- لماذا فقد أمراء ايطاليا دولهم؟

25- أثر القدر في الشؤون الانسانية وطرق مقاومته؟

26- الحض على تحرير ايطاليا من البرابرة
























No comments:

Post a Comment