تأليف: نورينا هيرتس
الدول الثمانية هي مجموعة من الدول الصناعية الكبرى تشمل الولايات المتحدة وكندا وانجلترا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا وبلجيكا.
يستهلك الفرد في امريكا الشمالية خمسة أضعاف ما يستهلكه الفرد المكسيكي، وعشرة أضعاف ما يستهلكه الصيني، وثلاثين ضعف ما يستهلكه الفرد في الهند.
انه عالم يركع فيه ممثلونا المنتخبون أمام رجال المال والأعمال.
وقد ارتفع دخل أفقر العائلات الاميريكية خلال السنوات العشر التي بدأت في العام 1988 الى أقل من واحد في المائة، بينما قفز الى 15 في المائة لخمس أغنى الاغنياء.
أما من ترشحوا في العام 2000 لانتخابات الرئاسة الاميركية فان قدرتهم على خوض معركة الانتخابات كانت تتوقف على تامينهم التمويل من الشركات، فقد بلغت ميزانية حملة جورج بوش 191 مليون دولار، وميزانية غور 133 مليون دولار.
ان عدم المساواة في الدخل ليس سيئا بالنسبة الى الفقراء وحدهم وانما هو كذلك بالنسبة الى الأغنياء أيضا".
وجاءت اللحظة الفاصلة بين عهدين في العامين 1979 و1980 بانتخاب مارغريت تاتشر أولا ثم رونالد ريغان...، وقد تبنيا بحماس السوق الحر،... رأت تاتشر أن الخصخصة العلاج الرئيسي لحال الاقتصاد البريطاني... فجمعت الحكومة 67 بليون جنيه استرليني ما بين 1979 و1997... مع حلول عام 1997 أصبح الفحم والفولاذ والغاز والكهرباء... كلها في أيدي القطاع الخاص.
أما في ايطاليا وفرنسا فقد تمت خصخصة شركات تصل قيمتها الى 50 بليون دولار في السنوات العشر التي انتهت في العام 1995.
أما وقد انتهى التهديد الشيوعي فان مساعدات الأقطار "الصديقة" هبطت بشكل حاد... (كانت المساعدات تستخدمها الدول المتقدمة لشراء الولاء والطاعة).
شركات كوكا كولا وتويوتا وفورد نحو نصف دخلها من خارج مقرها في الولايات المتحدة. ونحو 40 في المائة من تجارة العالم تديرها الآن شركات متعددة الجنسيات.
ولقد شهدت الشركات الأمريكية معدل نمو بارز وكوفىء كبار الموظفين فيها بسخاء لرعايتهم هذا الازدهار، فقد أعطي ساندي وييل رئيس سيتي كورب مائتي مليون دولار كمكافأة في العام 2001.
بلغ مجموع الهنود العاملين في اعداد برامج الحاسوب نحو 4 بلايين في العام 2000.
كثيرا ما يقتصر تحديد هويات الناس بالوظائف التي يقومون بها وبالأموال التي يكسبونها لا بما يقدمون للمجتمع ككل.
وهناك نحو 36.5 مليون أمريكي (أي 13.7 في المائة من السكان) يعيشون حياة فقيرة.
واستمر الانتاج في الانتقال الى خيارات التكلفة الأدنى من مصانع الولايات المتحدة الى مصانع مجموعة شركات مكسيكية قائمة على الحدود المكسيكية يعمل فيها نحو مليون شخص بأجر يقل عن 5 دولار في اليوم، ومن اسرائيل الى الأردن المجاور.
يوجد 45 مليون أمريكي لا يتمتعون بالتأمين الصحي.
زادت مبيعات الحبوب المقاومة للاكتئاب بمعدل 16 في المائة في كل عام في الدول الصناعية الكبرى السبع بين العامين 1989 و1999.
"ان صنع الثروة الآن أهم من توزيع الثروة" – ستيفين بايرز –
وفي ألمانيا حيث هبطت ضرائب الشركات بمعدل 50 في المائة عبر العشرين سنة الماضية بالرغم من ارتفاع أرباح الشركات بمعدل 90 في المائة.
شركة اريكسون السويدية غادرت وطنها بسبب ضريبة الدخل العالية وافتتحت مركزا" رئيسيا" كبيرا" في لندن عام 1999.
وابتداع خطوات لخفض معونات جماعات لا يحتمل أن تكون قادرة على الاحتجاج مثل الأمهات الوحيدات والمتقاعدين والمعاقين.
وقد قدر خبراء الأمن في ألمانيا أن جاسوسية الصناعة الامريكية قد كلفت التجارة والصناعة الألمانية عند العام 2000 خسائر سنوية لا تقل عن 10 بلايين من سرقة مخترعات ومشروعات تطوير.
ودافع بل كلينتون في بداية رئاسته عن حق الصناعة والتجارة في الانخراط في التجسس الصناعي على مستوى دولي، وقد نقل عنه قوله: "ما يفيد بوينغ يفيد أمريكا".
صناعة الدفاع البريطانية تزيد مبيعاتها على خمسة بلايين جنيه استرليني في العام، ويعمل فيها (400) ألف عامل.
الصين هو البلد الغربي المتقدم الوحيد الذي يبقي على عقوبة الاعدام.
يمكن استخدام أقمار التجسس التي تستخدم الآن في نقل أسرار الشركات الى الشركات الأمريكية.
انتشار الرأسمالية أهم من توسع الديموقراطية.
اذا قررت هيئة أن قانونا" محليا" يخرق قواعد منظمة التجارة العالمية، فانها قد توصي البلد المعني بأن يغير هذا القانون. وتواجه الأقطار التي لا تحدث التغيير ضمن مدة محددة عقوبات مالية أو تجارية أو كليهما معا".
أكبر ثلاث شركات للفواكة أمريكية متعددة الجنسيات: شيكيتا ودول وديلمونت.
"انها حكومة شركات، تديرها الشركات من أجل الشركات". الرئيس الامريكي رادفورد هايس.
تكلفة انتخاب الفرد في مجلس الشيوخ ستة ملايين. ان الوصول الى وظيفة سياسية منتخبة في الولايات المتحدة هي الآن تكاد تكون مقصورة على الأغنياء حقا"....... وأنفق مايكل بلومبرغ 50 مليونا" ليصبح رئيسا" لبلدية نيويورك.
روبرت مردوخ: صاحب جريدة صن وجريدة تايمز يوزع 30% من الصحف البريطانية.
أطعمة فرانكشتاين: هي الأطعمة المعدلة وراثيا".
الدليل الحي على ما نؤمن به هو المكان الذي نشتري منه، وكيف نشتري، وماذا نشتري...
صار التصويت التقليدي ينظر اليه وبشكل متزايد على أنه غير ناجح كوسيلة للتعبير السياسي.
ليس السياسيون هم الذين يقودون التجارة والأعمال، وانما التجارة والأعمال هي التي تقول للسياسيين ما يمكنهم أن يفعلوه.
وعندما كان الاعلان عن التبغ لا يزال مسموحا" به في الولايات المتحدة على شاشات التلفاز وجدت صلة بين مقدار النقود التي تأخذها الشبكات من عوائد اعلانات التبغ... واستعدادها للدخول في حوار حول الآثار الصحية للتدخين.
ان سرطان التبغ هو القاتل الأول للنساء وأنه في هذا متفوق على سرطان الثدي. ولم تذكر أي مجلة من المجلات التي تم استعراضها هذه الحقيقة.
اتجاهات الموضة في احتجاج المستهلك:
في أواخر السبعينات: المقاطعة
في أوائل الثمانينات : احتجاج على التفرقة العنصرية
في أواخر هذا العقد : احتجاج على الاحتباس الحراري واستنزاف الغابات
ان المراكز الجامعية وبيوت الخبرة والمنظمات التي تهم الناس ومؤسسات المستهلك وحتى قادة رجال الدين، كل هذه الجهات صارت الشركات تمولها.
لكن هل مقاطعة البضائع التي انتجها عمل الأطفال تحسن أم تزيد حظ أطفال العالم الثالث سوءا"؟
كانت السيارات والأطعمة المجمدة في البداية موضع مقاومة واسعة.
لقد أصبح ابنا أقوى رجلين في الصين وتايوان _ابن الرئيس الصيني جيانغ زيمن, وابن وانغ أغنى رجل في تايوان_ شريكين في مشاريع كبرى مشتركة مشروع رأسماله 4 بلايين دولار لبناء أكبر مصنع صيني لرقائق الحاسوب.
وقد بدأت الشركات تدرك أن المجتمعات الفقيرة تنتج شغلا" ضعيفا".
كان العمال في القرن التاسع عشر والنساء في أوائل القرن العشرين يحتجون من أجل أن يحق لهم الانتخاب، اما اليوم فان الاحتجاج يتركز على الافتراض بأن أصواتهم أصبحت لا أهمية لها.
والعالم الذي نعيش فيه هو العالم الذي تحكمه الشركات، والأسواق فيه فوق القانون، وأصبح التصويت فيه شيئا" من الماضي، ان المرحلة الأخيرة من السيطرة هي نهاية السياسة نفسها، وقد تهاوت في دوائر الاحتجاج والقمع واليأس.
No comments:
Post a Comment